الحمد لله رب العالمين القائل عزوجل (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ
وَبَينَاتٍ منَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه) البقرة – الآية 185
والقائل سبحانه (فَالِقُ الِْْصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ
الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) 96 الأنعام
والقائل (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السنِينَ
وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللََُّّه ذَٰلِكَ إِلََّّا بِالْحَقِ يُفَصلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) يونس – الآية 5
والقائل ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا
فَضْلًً من رَّبكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًً ) الْسراء – الآية 12
وصلى الله وسلم على رسوله محمد النبي الكريم وعلى آله وصحبه القائل في الحديث المتفق
عليه ( صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته )، فدلنا على وسيلة تساعدنا على صيام كامل الشهر
صومكم « : الكريم، وهي تحري رؤية الهلال في بداية الشهر القمري، وقال صلى الله عليه وسلم
أخرجه أبو داود، وابن ماجه، .» يوم تصومون، وفطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون
والترمذي وصححه. فدلنا على وجوب الوحدة في الصيام وفي الفطر، وقد قال الله تعالى :
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللََِّّه جَمِيعًا وَلََّا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللََِّّه عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ) الآية 103 آل عمران .
- وبحسب مقررات الدورة الأولى للجنة التقويم الهجري الموحد المنعقدة في مدينة استانبول
في الفترة ما بين ) 26 – 29 ( ذي الحجة 1389 ه الموافق ل ) 27 – 30 ( تشرين
الثاني/نوفمبر 1978 م . - وبناء على ما أكده المجلس الفقهي الدولي في قراره رقم ) 18 ( في مؤتمره الثالث لعام
1986 م. - وحسب الشروط التي تبناها المجلس الأوروبي للًإفتاء والبحوث في قراره الذي اتخذه في
دورته العادية التاسعة عشرة في الفترة 8 – 12 رجب 1430 ه الموافق 30 حزيران – 4
تموز )يوليو( 2009 م. - وكذلك ما صدر عن الندوة العلمية التى انعقدت بباريس في الفترة 12 – 13 ربيع الأول
1433 ه الموافق ل 4 و 5 فبراير 2012 م وكان موضوعها: “بداية الشهور الهجرية
والتقويم الهجري” حيث حضرها ثلة من علماء الفقه والفلك وقدمت فيها عدة بحوث
ودراسات فقهية وفلكية، . - وكذلك ما صدر عن المؤتمر العالمي لْإثبات الشهور القمرية بين علماء الشريعة والحساب
الفلكي الذي عقده المجمع الفقهي برابطة العالم الْإسلًامي بمكة المكرمة في الفترة من 19 –
21 ربيع الأول 1433 ه الموافق ل 11 – 13 شباط/فبراير 2012 م وشارك فيه عدد كبير
من الفقهاء والعلماء الفلكيين . - وما صدر عن مؤتمر توحيد التقويم الهجري الدولي الذى انعقد فى استانبول في الفترة 21
– 23 شعبان 1437 ه الموافق 28 – 30 مايو 2016 م، وشارك فيه أكثر من سبعين دولة
ممثلة في عدد من وزارات الأوقاف، ودور الْفتاء، والعلماء، والفقهاء، والفلكيين بالْإضافة
إلى ممثلي المجامع والمجالس الفقهية في العالم .
والتي أقرت مجموعة من المبادئ والمعايير الأساسية ومن أهمها: أن الأصل في وجوب صيام
رمضان هو دخول الشهر وإثبات ذلك بوسيلة قطعية، وأن الحساب الفلكي العلمي يخبرنا
مسبقا وبشكل قطعي عن توقيت الرؤية الصحيحة، ولَّا يمكن أن يعارض تحققها، وأنه لَّا عبرة
باختلًاف المطالع؛ لعموم الخطاب: “صُومُوا لرُؤيَتِه وأفْطِرُوا لِرُؤ يَته” متفق عليه،
وبناء على ما تقوم به مصلحة المسلمين في فنلندا من تبني الرؤية الفلكية في اثبات دخول شهر
رمضان المبارك وخروجه، ومايتبعه من ثبوت عيد الفطر المبارك، مما يسهل على المسلمين
معرفة يوم صيامهم ويوم فطرهم ويوم عيدهم، ويوحد المسلمين على كلمة سواء، ويعطي سمعة
طيبة للمسلمين في بلد هم فيه أقلية يحتاجون فيه الى اجازات خاصة بعيدهم وصومهم، وتظهر به
وحدتهم وجماعتهم ، ويعز بها دينهم.
فإن الجهات المتفقين أدناه من الجمعيات والهيئات الْإسلامية في فنلندا ومن سينضم اليهم لَّاحقا قد
اتفقوا على :
1 – تبني هذه الفتوى التي تجمع المسلمين، وتثبت مصالحهم، وتقوي وحدتهم في هذا البلد
الطيبة، وسيعتمدون بالْاجماع اثبات دخول شهر رمضان ودخول شهر شوال بحسب
الرؤية الفلكية، بداية من شهر رمضان المبارك لعام 1442 الموافق 2021 .
2 – يبقى اعتماد عيد الأضحى بناء على وقفة الحج بعرفة، ليكون عيد المسلمين في فنلندا
وعيد حجاج بيت الله واحدا لا يختلف باختلاف الحساب والرؤية .
والحمد لله رب العالمين .